سفيرينا العربيان بكندا يشاركان نخبة واسعة من صناع القرار بمحاضرة في معهد السلام والديموقراطية
المنصوري وحافظ يحددان موقفي قطر ومصر
أوتاوا. خالد سعد زغلول
استضاف معهد السلام والدبلوماسية (IPD) المنتدى الاستراتيجي السنوي الثالث للشرق الأوسط (MESF 2023) في فندق دلتا في وسط مدينة أوتاوا بكندا، بمشاركة نخبة واسعة من صناع القرار والسياسيين إلى جانب السفراء وممثلي مراكز الفكر حيث يُعقد المنتدى المذكور بصورة سنوية ويُعد الحدث الأبرز لمناقشة موضوعات الشرق الأوسط في كندا، برعاية وزارة الدفاع الوطني الكندية عبر برنامج تعبئة الرؤى في مجال الدفاع والأمن (MINDS) التابع لوزارة الدفاع الوطني الكندية، ومجلس أبحاث العلوم الاجتماعية والإنسانية. تضمن المؤتمر محاضرات ومناقشات وموائد مستديرة وورش عمل سياسية وفرص للتواصل، تركزت جميعها على التصورات الإقليمية المتطورة للقوى الكبرى في الشرق الأوسط والآثار الاستراتيجية لكل من القوى الكبرى في الشرق الأوسط إقليميا وعالميا. وكان موضوع المؤتمر هذا العام هو « الشرق الأوسط في عالم متعدد الأقطاب ». توزعت النقاشات حول أربعة جلسات الجلسة الأولى كانت بعنوان ( مثلث القوى العظمى) نوقشت فيها الرؤى والاستراتيجيات المتنافسة للتأثير في الشرق الأوسط فيما تطرقت جلسة السفراء الى النظام الجيوسياسي الناشئ في الشرق الأوسط وآفاق الدبلوماسية الإقليمية، أما الجلسة الثالثة فتطرقت المتحدثون الى اتفاقات إبراهيم والتقارب بين إيران والسعودية وناقشوا مسارات متقاربة أو متباعدة في النظام الأمني الناشئ في الشرق الأوسط فيما تحدثت الجلسة الختامية عن مستقبل نظام الانتشار النووي في الشرق الأوسط ليتطرقوا الى إيران وما بعدها
حضر أكثر من 150 من كبار الشخصيات ، بما في ذلك متخصصون في السياسة الخارجية والدفاع، أبرزهم العقيد جون سمرفيلد، قائد فرقة العمل المشتركة في القوات المسلحة الكندية واللواء جريج سميث، المدير العام لسياسة الأمن الدولي، بوزارة الدفاع الوطني الكندية وجوردون فينر، نائب وزير الدفاع الوطني الكندي السابق ونائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي كريس باكمير ونائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، منسق للشؤون الإقليمية والمتعددة الأطراف، بمكتب شؤون الشرق الأوسط، بوزارة الخارجية الأمريكية ونائب وزير الخارجية التركي أحمد يلدز. كما حضر المؤتمر كوكبة من الدبلوماسيين والمشرعين والبيروقراطيين وممثلو مؤسسات الفكر والرأي وقادة الأعمال، فيما انضم الى المؤتمر مئات آخرين عبر تقنية الإنترنت من جميع أنحاء العالم. نظرًا لمحدودية سعة المكان والزمان، فقد خصص المنظمون المشاركة لأعضاء خدمة الفيدرالية العامة الكندية ( GAC، DND ) وللبرلمانيين وموظفيهم، والأكاديميين، ولخبراء السياسة، والباحثين وأعضاء المجتمع الدبلوماسي في أوتاوا. وقد حضر عن العالم العربي سعادة الدكتور خالد بن راشد المنصوري سفير فوق العادة ومفوض لدولة قطر في كندا وسعادة الأستاذ أحمد حافظ سفير جمهورية مصر العربية لدى كندا
السفير خالد بن راشد المنصوري يحدد دور قطر في حل النزاعات الإقليمية
شارك سفير دولة قطر لدى كندا سعادة الدكتور خالد بن راشد المنصوري في جلسة حوار بعنوان « النظام الجيوسياسي الجديد في الشرق الأوسط والافاق المستقبلية للدبلوماسية الإقليمية » ، حيث قدم سعادة السفير تقييماً عاماً للأوضاع الراهنة والتحديات الكبيرة التي يشهدها الشرق الأوسط، لافتاً الانتباه إلى أهمية تظافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية للتعامل مع أزمات المنطقة ولضرورة التحرك الإستباقي والمنهجي لمعالجة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية فيه، مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية تطبيق قرارات الشرعية الدولية وخاصة لضمان حقوق الشعب الفلسطيني. كما اوضح سعادته في إطار الحديث عن الدبلوماسية الإقليمية بان استخدام الوساطة لحل النزاعات والخلافات الإقليمية كانت إحدى ركائز السياسة الخارجية القطرية خلال الخمس وعشرين عاماً الماضية، مشيراً لآخر النجاحات التي حققتها دولة قطر في هذا الإطار من خلال الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة على تبادل الأسرى وفتح قناة مالية والتي تأمل دولة قطر أن تؤدي إلى تفاهمات لحل الملف النووي الإيراني، ومضيفاً بأنه قبل ذلك نجحت دولة قطر في التوسط بين طالبان والولايات المتحدة لإنهاء الحرب بينهما التي استغرقت حوالي عشرين عاماً. وأوضح سعادته بأن دولة قطر كانت كذلك حاضرة دوماً في مساعدة شعوب المنطقة والعالم في مواجهة الأزمات والصراعات والكوارث الطبيعية من خلال فرق الاغاثة والاف الاطنان من المساعدات الغذائية والطبية، مشيراً بهذا الصدد إلى نجاحها في إنشاء اكبر جسر جوي تم خلاله إجلاء 80 ألف شخص من أفغانستان من خلال دولة قطر، وذلك إلى جانب تناول سعادته الدعم الإنمائي والاقتصادي الكبير الذي تقدمه دولة قطر لمساعدة دول وشعوب المنطقة. هذا وقد شارك في جلسة الحوار سعادة سفير مصر لدى كندا ، وسعادة المبعوثة النرويجية للمرأة والسلام والأمن.
مواقف مصر من التغيرات الجيو-سياسية
استعرض سعادة السفير أحمد حافظ خلال حديثه ثوابت السياسة الخارجية المصرية ومحورية دور الدولة الوطنية ومؤسساتها في مواجهة التحديات الجسام التي تواجه دول المنطقة، مشدّدًا على ضرورة إيلاء الأولوية اللازمة لدعم دول المنطقة على هذا الصعيد، بما يساهم في تعزيز بنية الاستقرار والسلام الإقليمي والدولي. كما تناول حافظ مواقف مصر من التغيرات الجيو-سياسية الأخيرة، بما في ذلك ما يشهده الشرق الأوسط، مؤكدًا دعم مصر للجهود الرامية إلى تسوية الأزمات والقضايا الإقليمية بما يُسهم في إرساء السلام والأمن في المنطقة، وبما يمكّن دولها من التركيز على قضايا التنمية لشعوبها.
جدير بالذكر أن المنتدى السياسي هو مؤتمر شامل ومتعدد التخصصات مصمم لتعزيز تبادل المعرفة وصياغة توصيات سياسية قابلة للتنفيذ فيما يتعلق بالديناميكيات الجيوسياسية والدفاعية والأمنية في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، يعمل على استكشاف السياسة الخارجية الكندية واستراتيجيات الدفاع تجاه المنطقة وسط النظام الدولي المتغير.