وزير خارجية ليبيا عبد الهادي الحويج يلتقي بالصحافة الدولية والمجتمع المدني في فرنسا
باريس. خالد سعد زغلول
استضافت جمعية الصحاف الأجنبية ( APE ) في مقرها بباريس، المعتمدة بوزارة الخارجية الفرنسية، سعادة وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي الدكتور عبد الهادي الحويج، حضر اللقاء صحفيون دوليون من أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا ومن أستراليا بالتنسيق مع منظمة وسط وبحضور عشرة ممثلين عن المجتمع المدني معظمهم رؤساء جمعيات ومنظمات غير حكومية وعلى رأسهم الدكتورة سيدة عقربي، سفيرة النوايا الحسنة للسلام والإنسانية في الأمم المتحدة ورئيسة جمعية وسط.
قدم سعادة الوزير الليبي شرحاً شاملاً وعميقاً للوضع السياسي الليبي وشخص المشكلة الأساسية اليوم في بلاده تكمن في أن كل الفاعلين الإقليميين والدوليين، وحتى المجتمع الدولي ومجلس الأمن، يتحدثون مع كل الأطراف باستثناء العنصر الأساسي وهم الليبيين لذلك لم تنجح كل المبادرات السابقة كاتفاق الصخيرات واتفاقيات جنيف وباريس وباليرمو..كما لم يتطرقوا إلى المسألة الأساسية والعقبة الكأداء في الأزمة الليبية، وهي فوضى السلاح وقال بأنه يفضل أن يلتجئ الليبيون الى صناديق الانتخابات وليس الى صناديق السلاح الذي يجب أن يكون في المتاحف حيث يأمل أن يعم السلام والاستقرار في بلاده وقال بأن معركته الحالية هي استرداد السيادة الوطنية والاستقرار والسلام، وأكد سيادته بأن استقرار ليبيا من استقرار المنطقة وأوروبا والعكس صحيح أيضا فليبيا دولة محورية. كما أكد بأن المشكلة التي يعاني منها الليبيون هي من التدخلات الخارجية التي تهدف الى تعقيد الأزمة الليبية وليس الى حلها وقال بأن المصالحة الوطنية التي تنادي بها حكومته هي مطلب كل الليبيين فلابد من الحوار بين جميع الأطراف وقال بأن المتقاتلين في ليبيا هم من حلوا الأزمة بينهم عبر الحوار وليس طرف آخر بينما التدخلات الأجنبية الأخرى هي من أججت الصراعات ولم تحل الأزمة داعيًا إلى إعادة ترتيب الأولويات ونزع السلاح وإطلاق مصالحة شاملة. ودعا الوزير الليبي مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي إلى أن « يجلس مع المجموعات المسلحة وأن يتحدث مع الشباب الذين يحملون السلاح ويقول لهم إن مكانهم على مقاعد الدراسة وفي المصانع، لا أن يحملوا البنادق ويقاتلوا إخوتهم الليبيين »، وفق تعبيره.وأكد الحويج أن « على المبعوث الأممي أن يقلب الطاولة وأن يعيد ترتيب الأولويات في الأزمة الليبية »، لكنه حذّر من أنّ « المشكلة الأساسية اليوم هي أن كل الفاعلين الإقليميين والدوليين، وحتى المجتمع الدولي ومجلس الأمن، لم يتطرقوا إلى المسألة الأساسية والعقبة الكأداء في الأزمة الليبية، وهي فوضى السلاح ».واعتبر أن من الضروري اليوم العمل على نزع السلاح، وقال إنه « دعا المبعوث الأممي إلى وضع آليات لهذه الخطوة »، وقال إن باتيلي « قادر على صياغة عقد اجتماعي جديد يجمع الليبيين ».
وقد رفض الحويج سياسة إملاءات أوروبا بخصوص ملف الهجرة رفضا أن تكون بلاده شرطي في البحر المتوسط لصالح أوروبا حيث رحب بعمل الافارقة في ليبيا ولكن رفض توطينهم كما تأمل أوروبا، وقال بأننا نرفض تلقي أموالا لتوطينهم بل يحبذ أن تسخر هذه الأموال كاستثمارات في الدول الأفريقية لرفع مستوى معيشتهم فالمهاجر يسعى إلى تحسين وضعه الحياتي والاقتصادي وبالتالي لابد من دعم بلده من أجل توفير فرص عمل بدلا من إعطاء مليارات اليوروات لتوطينهم في دول الساحل، وأكد بأن معركة ليبيا هي معركة وحدة واستقرار وأمن الليبيين وأن يعود السلام الى ليبيا بدون حرب.
وردا حول أسئلة الصحفيين الدوليين عن مسألة الهجرة الأفريقية في ليبيا وتوجهها نحو أوروبا عبر الساحل الليبي أوضح سعادة وزير الخارجية والتعاون الدولي الدكتور عبد الهادي الحويج بأن حكومته برئاسة الدكتور أسامة حماد عقدت مؤتمرا أفريقيا في مدينة بني غازي نهاية الشهر الماضي حول الهجرة غير الشرعية، ودعا المؤتمر إلى تفاهمات جديدة مع الدول الأوروبية بخصوص المهاجرين، كما أكد المشاركون في المؤتمر رفضهم لعب دور «الشرطي» للقارة الأوروبية.وطالب المشاركون في المؤتمر، في البيان الختامي الذي حمل اسم «إعلان بنغازي»، بعقد قمة أفريقية عاجلة لوضع استراتيجية موحدة بخصوص ملف المهاجرين غير الشرعيين، مشددين على ضرورة تجنب التوظيف السياسي لهم. وبعد مناقشة مستفيضة استحضرنا مختلف المواثيق العالمية المعنية بحقوق الإنسان بصفة عامة والهجرة بصفة خاصة وفي مقدمتها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان والبروتوكولات الخاصة ذات الصلة أخذنا بعين الاعتبار الميثاق التأسيسي للاتحاد الأفريقي والإعلان الأفريقي لحقوق الشعوب والميثاق العالمي بشأن الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية الصادر في مدينة مراكش المغربية في العام 2018، بالإضافة إلى الأجندة الإفريقية للهجرة ، وإعلان القمة الأوروبية الإفريقية المنعقدة في فاليتا بمالطا في العام (2015)، وكذا إعلان نيويورك للاجئين والمهاجرين.
توحيد المواقف الأفريقية حيال ملف الهجرة
وأكد الوزير الليبي على أن المؤتمر عمل على تنسيق المواقف وتوحيد الجهود الأفريقية مجتمعة من اجل الدفاع عن سياسة دولية للهجرة تقدم حلولا مبتكرة تحول حركة الهجرة غير النظامية والنظامية إلى فرص تنمية تقوم على المنفعة التنموية لهذه الدول واحترام سيادتها الوطنية، مما يعزز الاستقرار لمواطنيها ويدفع باتجاه تنمية الشراكة المتبادلة بين بلدن الاستقبال والعبور ودول المنشأ. كما رفض التوظيف السياسي لملف الهجرة داخل دول الاستقبال من خلال صعود تيارات الكراهية التي تشكل عائقاً إضافياً لإيجاد حلول عقلانية للتحديات والتي تطرحها حركة انتقال القوى العاملة دولياً وتزيد من منسوب المقاربة الأمنية المحضة لمسالة اقتصادية وإنسانية بالأساس. وقال بإننا نعتقد أن العالم بحاجة لحلول مبتكرة لمسألة الهجرة تكون إضافة للمقاربة الشاملة القائمة على مبدأ العرض والطلب المتسق مع التحولات الاقتصادية الدولية الجارية بالإضافة إلى المتغيرات الديموغرافية والمناخية.
وواصل الدكتور عبد الهادي الحويج حديثه مع الصحافة الدولية وممثلي المجتمع الدولي قائلاً: « إننا ندعو لمعالجة الأسباب العميقة لتدفقات الهجرة غير النظامية وتسوية الأوضاع القانونية للمهاجرين مما سيمكن من الإقامة دون متابعة والتغلب على الأنشطة الإجرامية للمتاجرين بالبشر وتجنيدهم في النزاعات وبؤر التطرف. كما أعلن بأن هناك دعوة لمؤتمر بني غازي إلى قمة أفريقية عاجلة لوضع استراتيجية لمعالجة قضايا الهجرة حيث وجهنا نداءً للقادة الأفارقة إلى التعجيل بعقد قمة إفريقية حول الهجرة لتتفق الدول الأفريقية فيما بينها على استراتيجية موحدة لمعالجة قضايا الهجرة داخل إفريقيا ذاتها وتنفيذ الأجندة الإفريقية للهجرة، وتوحيد المواقف في التفاوض مع دول استقبال المهاجرين في الشمال بشكل مشترك. وقد فوضت الحكومة الليبية للتباحث والتشاور مع الجانب الأوربي لوضع آليات وتدابير جديدة لمعالجة مسألة الهجرة، وعقد اللقاءات اللازمة نحو حل شامل ومقاربة تشاركية لتنفيذ مخرجات إعلان بنغازي 2024.
وحول سؤال عن موقف ليبيا من اتفاقية الإبراهيمية وهل ممكن أن تكون هناك اتصالات بين حكومته وإسرائيل وفق اتفاقية الابراهيمية؟ رد الوزير الليبي ردا قاطعا وقال بأن حكومته ترفض الأحداث الجارية في غزة وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب