عمر حرفوش يفوز بجائزة الانسانية العالمية من أجل السلام – 2024 في باريس
وسام جديد يزين صدره المرصع بالجوائز العالمية
باريس. خالد سعد زغلول
نال عازف البيانو والملحن والموسيقار العالمي عمر حرفوش، جائزة الانسانية العالمية من أجل السلام -2024 ، خلال حفل ضخم اقيم مساء الاثنين في إحدى فنادق باريس الكبرى، حضره كوكبة كبيرة من الشخصيات السياسية والدينية الفرنسية والعربية والدولية، من بينها ويائيل براون بيفيت رئيسة الجمعية الوطنية (مجلس النواب الفرنسي) ، وأربعة وزراء في الحكومة الفرنسية، ستانيسلاس جيريني (وزير التحول والخدمة المدنية)، وسارة الحائري (الوزيرة المنتدبة للأطفال والشباب والأسرة)، وباتريسيا ميراليس (وزيرة المحاربين القدامى والذاكرة)، وجان ميشيل بلانكر، وزير التربية الوطنية السابق، وبحضور بعض سفراء الدول المعتمدة في فرنسا منهم سفير المملكة السعودية السيد فهد بن معيوف الويلي كذلك حضر الحفل جملة من كبار الشخصيات الفرنسية وعمدة الحي السادس عشر الباريسي.
عرض المنظمون مقطع لفيديو يعزف فيه الموسيقار العالمي عمر حرفوش فقرته الموسيقية التي ألفها خصيصاً لدعوة عالمي
للسلام، كل السلام وفي اي مكان. وعنوانها :من انقذ حياةً واحدة، ينقذ البشرية Save one Life, you save the Humanity, وهذه العبارة ذُكرت بالتوراة وفي القرآن الكريم أيضاً.
قدم ديفيد كامينسكي حروفوش بشكل يليق بتاريخ المبدع اللبناني الطويل وأشاد بشجاعته وقال بأنه لا تضعف التزامه بمبادئه رغم العقبات والمعرك التي خاضعها للنيل منه، مشيرا الى انه رجل أعمال أيضا مازال يناضل ضد فساد النخب اللبنانية، وقد حاولوا توجيه اتهامات ظالمه ضده في وطنه لبنان العام الماضي ، الا ان سرعان ما تم إسقاط التهم، لزيفها. وأضاف رئيس الرابطة الدولية لمناهضة العنصرية واللاسامية، بأن » مجلس الشيوخ الفرنسي رحب بتكريم عمر حرفوش. ويجب أن أقول إننا وضعنا هذا الحجر الأول من النضال للدفاع عنه، وكانت المسيرة رائعة وسريعة، حتى تمكن من الذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. واليوم، أصبحت مخاوفه بشأن لبنان خلفه. وأخيرًا، تمكنا من إثبات أن من خلال كوننا نشطاء بسطاء، رجالًا أرادوا الحوار والنضال، من كسر كل هذه الحواجز. فمن أجل الكفاح المشرف، فإنه لمن دواعي سروري هذا المساء أن نمنح عمر حرفوش هذه الجائزة الانسانية للعالمية ». وشرح قائلاً أما لماذا العالمية؟ لأن العالمية هي الاحترام والأخوة بين الرجال أينما أتوا وعمر حرفوش عالمي ويستحق جائزة عالمية ». فيما أعلن البطريك جيمس الثالث بأنه سيقلد حرفوش ايضاً وسام جوقة الشرف البطريركية.
سلم ديفيد كامينسكي، رئيس الرابطة العالمية لمناهضة العنصرية والسامية ( LICRA) والبطريرك جيمس الثالث بطريرك أنطاكية والقدس، عمر حرفوش جائزته، في وسام جديد يزين صدره المرصع بالجوائز العالمية من مختلف البلدان والمؤسسات الدولية.
وبدوره ألقى المكرم عمر حرفوش كلمة قال فيها بعد أن شكر المنظمين على الوقوف معه ودعمه في المعارك وعلى مبادرة تكريمه: « إن رفض التحدث مع شخص ما لأنه يهودي أو مسيحي أو مسلم هو أمر معاد للسامية وعنصري. وأنا أرفض القيام بذلك، على رغم أن لبنان يمنعنا من التحدث الى واحدة من هذه الديانات « . وأضاف » أنا لبناني، وسأبقى لبنانياً، ولكني أتحدى قوانين بلدي، التي أعتقد أنها يجب أن تتغير، لأن الإنسانية هي القانون العالمي » .
الجدير ذكره أن حرفوش نال جائزته بسبب كفاحه المستمر ضد معاداة السامية والعنصرية، وهي معركة خاضها بلا كلل على رغم العقبات الكثيرة التي وضعوها أعدائه وخصومه السياسيين، لا سيما من خلال جولة موسيقية عالمية دعا خلالها، برفقة العديد من الموسيقيين، إلى رسالة السلام بين الشعوب. كما أنه رجل أعمال ناجح مقيم في فرنسا ويشتهر بأنه رجل سلام وهو الرئيس الفخري لمنظمة الحوار والتنوع.
ولد عمر حرفوش في طرابلس بلبنان، وشهد أهوال الحرب والكراهية بين الأديان خلال طفولته. كراهية استطاع عبر السنين أن يحولها إلى حب، كما أعلنها مؤخراً في إحدى حفلاته. إن البيانو الخاص به، الذي اختبأ تحته عندما كان صغيراً أثناء التفجيرات، يخدمه اليوم في نقل رسالته للسلام إلى جميع أنحاء العالم.
المفارقة أن الموسيقار عمر حرفوش وفي سابقة أولى، أقام حفل موسيقي كلاسيكي بالقاعة الرئيسية بالمبنى الرسمي للمفوضية الاوروبية في بروكسيل، وذلك قبل القمة الأوروبية التي تجمع جميع رؤساء أوروبا لاتخاذ قرارات مصيرية، وفي مفاجأة أنه تلى على مسمع ومرأى من يملك قرار الحرب والسلم من مسؤولي الإتحاد الأوروبي، ، وعلى رأسهم المفوض الأوروبي أوليفيه فارهيلي، الآية 32 من سورة المائدة ، قوله تعالى { أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ }، وظهرت الدهشة على وجوههم وقتها لسماعهم لأول مرة القرآن الكريم داخل مبنى المفوضية الاوروبية .وطلب حرفوش منهم ان يوعدوه أن ينقذ كل منهم حياة واحدة بعد سماع مؤلفاته التي جزأها الى قسمين، القسم الاول يحكي عن الحياة السعيدة المليئة بالحياة والحب والعطف والتسامح. والثانية تحكي عن الحزن والدمار والخوف وفقدان الامان والامل . وليكن لكل شخص وضميره القرار في أي عالم يريد العيش الاول ام الثاني .وما ان انتهى الجزء الاول من المقطوعة حتى عمت الصالة بالتصفيق الحار و »البرافو » العالية.ومع انتهاء الجزء الثاني وقف الحضور تصفيقاً وتقديراً وبعضهم بعيون باكية.
كان نجاحا باهرا وعمت الطلبات على حرفوش وفرقته لعزف هذه المقطوعة بجميع مدن اوروبا، من سفراء فرنسا واسبانيا والمجر وسلوفينيا والمانيا الخ. ولكن الاهم هو دعوة ممثل الامم المتحدة حرفوش للعزف باي وقت يريد مقطوعته الجديدة بمبنى الامم المتحدة. بعدما لمس قلوبهم برسالته السلمية العالمية.
جدير بالذكر أن الأوركسترا الخاصة بحرفوش مكونة من 15 موسيقي من جنسيات مختلفة: فرنسي، بلجيكي، سوري، أوكراني، ومقدوني، وبالإضافة الى الموسيقار عمر حرفوش الذي يعزف على البيانو من مؤلفاته، ترافقه الاوكرانية آنا بوندارينكو على الكمان.
